المتحور لامبدا تجاوز في خطورته متغير دلتا من حيث سرعة انتشاره وقدرته على مقاومة مناعة اللقاحات كما أنه أشد عدوى وأكثر فتكاً ويتسبب بأعراض أكثر حدة إذ شكل ما نسبته 70 بالمئة من الإصابات بفيروس كورونا في كل من تشيلي والأرجنتين في قارة أميركا اللاتينية في الأسابيع الأخيرة حسب تحذير منظمة الصحة العالمية اليوم.

مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة في أميركا اللاتينية كاريسا إتيان قالت في تصريحات لها إن القرائن المتوافرة حتى الآن عن هذه الطفرة تشير إلى خطورتها العالية وخاصة من حيث سرعة سريانها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن اللقاحات مشيرة إلى أن المؤشرات العلمية التي تجمعت حتى الآن لدى الخبراء لا تبعث على التفاؤل.

لامبدا اكتشف لأول مرة في البيرو منذ أسابيع قليلة وبات المتحور المهيمن في ذلك البلد الذي خسر 195 ألف شخص توفوا بكوفيد 19 أي ما نسبته 0.6 بالمئة من إجمالي السكان وفقاً لأرقام جامعة جونز هوبكنز الأميركية.

المتحور الجديد ينتشر حالياً في 29 دولة وبنسبة مرتفعة في دول أميركا الجنوبية فيما يفيد خبراء الصحة أن لديه قدرة على مقاومة لقاح كورونافاك الصيني بنسبة تصل إلى 64 بالمئة من الحالات كما يقاوم لقاحي فايزر وموديرنا بنسبة تصل إلى 22 بالمئة لبعض الحالات وفقاً لدراسة أجراها خبراء من جامعة نيويورك.

وفي تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية فإن الدراسات الأولية أظهرت أن الأجسام المضادة التي تولدها لقاحات فايزر وموديرنا وكورونافاك كانت أقل قوة ضد لامبدا مقارنة بالسلالة الأصلية مشيرة إلى أن المتحور الجديد يمتلك سبعة جزيئات في البروتين الشائك تساعده على الالتصاق بخلايا الجسم وغزوها وتجعل من الصعب على أجسامنا المضادة الالتصاق بالفيروس وتحييده.

عالم الأحياء الدقيقة بابلو تسوكاياما والذي وثق ظهور متحور لامبدا لفت إلى أن فجوة المعلومات تغذي المخاوف بشأن هذا المتحور كما أن القدرة المحدودة لأمريكا اللاتينية على المراقبة وإجراء تحقيقات وبحوث عنه تثير المخاوف.

وعلى الصعيد الاقتصادي أحكم المتحور لامبدا الخناق على الانتعاش الاقتصادي الذي شهده الاقتصاد العالمي خلال الفترة الأخيرة حيث أعربت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عن القلق الشديد من تعرض الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة والعالم للتهديد بسبب متحورات فيروس كورونا والتي تمثل تهديداً للعالم بأسره.

بدورها حذرت ألمانيا وفرنسا قبل أيام مواطنيها من السفر إلى إسبانيا مع ارتفاع معدل الإصابة بمتحورات فيروس كورونا فيها ليصبح الأعلى في أوروبا الأمر الذي وجه ضربة قوية لقطاع السياحة في بداية موسم الصيف.

وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية الدول الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في عدد الإصابات والوفيات تليها الهند ثم البرازيل.