تبدأ بريطانيا، الشهر المقبل، استخدام تقنية جديدة قد تساعد على نجاة ثلاثة أرباع مرضى سرطان المريء خلال الـ20 سنة المقبلة.
يشهد الشهر المقبل بداية إطلاق تجربة جديدة في جميع أنحاء بريطانيا كسلاح جديد في معركتها ضد السرطان، وهي التجربة التي سيتم فيها استخدام تقنية “سيستوسبونج”، وهي كبسولة من الإسفنج مربوطة بخيط رفيع يتم بلعها لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان المريء.
فإن الهدف من هذه التجربة، واسعة النطاق، هو معالجة أحد أخطر الأمراض التي تواجهها بريطانيا، إذ أنه غالباً ما يتم تشخيص سرطان المريء في وقت متأخر من تطوره عندما يصبح المريض في مرحلة من الصعب علاجها، فهو يحل في المرتبة السادسة لوفيات السرطان في المملكة المتحدة حيث يعيش 15٪ فقط من المرضى بعد خمس سنوات من التشخيص.
تسمح هذه الإسفنجة للأطباء بتحديد المرضى في المراحل المبكرة من المرض، أو المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان لاحقاً، إذ يكون المرض أقل توغلاً والعلاج أكثر فعالية عند اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، وهو ما يحسن من معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النوع من السرطان يعد أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من مرض يُعرف باسم “مريء باريت”، والذي يحدث غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة أو ارتداد الحمض أو عسر الهضم الشديد، قائلة إنه قد تم تطوير هذه الإسفنجة لتحديد مريء باريت بسهولة وتكلفة بسيطة.
ففي الوقت الحالي، يتعين على الأشخاص المشتبه في إصابتهم بمتلازمة باريت الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحص بالمنظار وهو ما يتطلب تخديراً ويستغرق وقتاً طويلاً، ولكن يمكن استخدام سيتوسبونج في خلال دقائق فقط بمساعدة ممرضة.
ويتم تناول الكبسولة، التي يتم تصنيعها الآن من قبل شركة Medtronic الطبية عن طريق الفم، حيث يتم تمددها في المعدة لتصبح إسفنجة صغيرة ثم يتم سحبها إلى أعلى المريء بواسطة الخيط المتصل بها لتتمكن من جمع خلايا المريء أثناء طريقها للخروج.
فان معظم حالات متلازمة باريت لا تتطور إلى سرطان، ولكن نسبة صغيرة منها فقط هي التي تتطور، حيث استطاع الفريق التوصل إلى اختبار يحدد بدقة بروتيناً يسمى (TFF3)، والذي يوجد فقط في الخلايا السابقة للسرطان، حيث تظهر هذه الخلايا على شكل بقع بنية على الشرائح التي يتم جمعها من خلايا المريء.
وتشير التجارب المبكرة إلى أن تقنية “سيستوسبونج” تعد أكثر فاعلية بعشر مرات في تحديد مريء باريت مقارنة بالطرق المعروفة الأخرى، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تتحسن معدلات الكشف المبكر عن السرطان بشكل كبير في السنوات القادمة وأن تحقق تحسينات أيضاً في معدلات البقاء على قيد الحياة.